هذه روايةٌ عن سعيد، لاجئ وكاتب عراقيّ في ألمانيا، يكتشف أنّ الحقيقة حين تثقُل، تحتاج إلى حيلةِ السرد لتُحتمَل.
بعد أعوامٍ من الأعمال الهامشيّة والفقر، يبدأ سعيد بإعادة تركيب ماضيه: الأمٌّ التي لا تخلع سوادَها، البيتٌ الذي لم يغادر الحيَّ، جوازُ السفرٍ الذي لا يفارق الجيب. يعبر مسافات، ويتعلّم لغةً تفتح له أبواباً وتُغلق أخرى. كلُّ صفحةٍ محاولةٌ لتدبير ذاكرةٍ جديدة، تُجاور الوثيقةَ ولا تطابقها، وتختبر حدودَ الاختلاقِ حين تصبح النجاةُ فعلَ كتابة.
هنا، المنفى ليس جغرافيا فحسب، بل سؤالُ هويةٍ ولغةٍ وبيتٍ؛ والسلطاتُ وجهازُ الأمن مجرّد ظلال على الحافة. يكتب سعيدٌ ليحمي أمَّه من قسوة الذاكرة، وليقايضَ الوقائعَ بسرد يمنحها معنى، ولينجو من صورة الضحيّة دون أن يتنكّر لأثرها؛ فتصيرُ الحكاية بيتاً مؤقّتاً، وتغدو الكلمةُ جوازَ عبور إلى حياة ممكنة، وبهذا كله تُضيء الروايةُ هشاشةَ ما نتذكّر، وتُصغي لنبضِ ما نصنعه لنعيش.
باختصار هذه روايةٌ عن شجاعة التأليف: هل ننجو بما حدث فعلاً، أم بما نحكيه لأنفسنا كي نستمرّ؟