للمرأة وحدها يكتب إبراهيم زولي الشعر في "شجر هارب في الخرائط" ، والمرأة التي يتحدث عنها زولي مصنوعة من مادة إسمها الشعر ولا وجود لها في الواقع، أو خارج القصيدة، فحين تصبح المرأة واقعاً لدى الشاعر ينمحي وجوده أي وجود الشعر. وهذا يعني أن البحث عنها وعن سماتها وخصائصها وعناصر جمالها، يعني البحث في مادتها الأولية أي اللغة التي تشكلها، فالأنثى لغة، واللغة أنثى، إنها لغة الشاعر وهي من صنعه، وبدون القصيدة لن يكون قدها قد، وساقها ساق، وكأنها شجرة يانعة تمتص نسغ الشعر من عروقها وتثمر به أغصانها.
هذا البعد الأنثوي لجسد القصيدة تجلى واضحاً في شعرية ابراهيم زولي فوصفها وصفاً أنثوياً رائعاً نقرأ له هذه الشذرات:
"كيف تخرجين من حبر الخرافة، ومن نزيف الغياب، أكثر فتنة من الباطل؟!
قلت لك: اهبطي في ظلمة روحي، دون أن يخدش ذلك شيئاً من ألقك الفضيل.
ابتسامتها، طائر نادر، يعبر الحدود دون أختام وجوازات!!
أريدك في واقعي، لا جملة في قصيدة.
باتجاهك، تتدافع القصائد الشريرة. وحدي، وحدي فقط، كنت شاهداً على الجريمة!!".
يضم الكتاب سبعة شذرات شعرية جاءت تحت العناوين الآتية: 1- شجرة الليل- مغزول بإبر الفقد والهزيمة، 2- شجرة المرأة- أكثر فتنة من الباطل، 3- شجرة القصيدة مهرجان الألم، 4- شجرة العزلة- يكاد صمتها يضيء، 5- شجرة الآخرين- نصل رهيف اسمه الذكرى، 6- شجرة الحزن- محراث الكتابة، 7- شجرة اللوعة- ملائكة يتعاقبون على ظلّها.
Share message here, إقرأ المزيد
شجر هارب في الخرائط