يعد هذا واحدا من الكتب الرائدة في الفنّ القصصيّ في الأدب العربيّ المعاص ميث جمع المنغلوطىّ قصصًا تدور أحداثها فى القضاء المصريّ، وأخرى قر القضاء التراثي العربيّ، وثالثة في القضاء الغربيّ. وجمع فيها بين الحكاية المتخبّلة والحكاية التراثيّة والحكاية المترجَمة التى أعاد المنفلوطىّ صياغتها بلغة عربيّة بديعة قل أن نجد لها نظيرًا في ما يُنتجه العرب اليوم من أدب سرديّ.
وتمتاز نصوص الكتاب كلها بأنها نصوص تراجيدية تستثير الحزن لدى القارى إلى حدّ البكاء أحبانا، ولعل هذا ما دعا المؤلف لاختيار عنوان (العبرات )، الذي يجمع بين معنى البكاء (العَبرة) ومعنى الحكمة (العبرة).
لقد رأى المتقلوطيّ العالم بعين حزينة، وقد قال في مقدّمة الكتاب: ( الأشقياء في الدنيا كثر، وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقاءهم، فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات علهم يجدون في بكائي تعزية وسلوى .
والواقع آنَ (البكاء ) في قصص هذا الكتاب ليس مظهرًا وومنسيّا ساذجًا، بل هو زاوية نظرٍ تسلط الضوء على بؤس عالم جدير بالشفقة والأسى والْتقاط العبَر.