يعتبر ميخائيل توخاتشفسكي بدون ريب-أحد ألمع المواهب العسكرية في تاريخ الاتحاد السوفيتي. وما زالت قضية تصفيته من قبل ستالين عام 1937 مجال أخذ ورد-ففي حين يروي الرائد "لويبنجيك" أحد الضباط البارزين في جهاز الغستابو الألماني قصة تزوير توقيع توخاتشفسكي من خلال رسائله الرسمية إلى الأركان الألمانية قبل 1936.
يشير "شولتبرع" رئيس مكافحة الجاسوسية في العهد النازي في ألمانيا إلى علاقة "مولر" ضابط الاستخبارات الشهير بستالين وبالشيوعية مؤكداً اعتناقه الشيوعية في آخر حياته وإقامته في روسيا بعد سقوط الرايخ الثالث... فهل معنى ذلك أن ستالين دبر المؤامرة على توخاتشفكسي مع طرف ألماني-أم أن الاستخبارات الألمانية "فاجأت" ستالين بها... على كل حال لقد بات واضحاً الآن أن توخاتشفسكي قتل ظلماً وأن مكانته قد أعيدت له في داخل الاتحاد السوفيتي وفي العالم الاشتراكى كله.

وكتاباته العسكرية المنشورة هنا هي مجموعة محاضرات ودروس كان يلقيها في المدرسة الحربية وإذا كان الباحثون العسكريون الغربيون يعتبرونها متخلفة عن العصر-بسبب التطور الهائل في ميدان التسلح، فإن هذا الاستنتاج لا ينطبق على العالم العربي حيث لا تزال آراء توخاتشفسكي متطورة جداً ومناسبة جداً لواقعنا العسكري... في الصفات التالية آراء "ضابط ليسنين" ورئيس أركان ستالين حول الطيران والبحرية والمشاة والمدرعات والحرب الخاطفة وغير ذلك من المواضيع التي تشغل بال العسكريين العرب.