إن الواقع الذي لم يسترع بعد نظر الباحثين عن الفكر العربي المعاصر، عن وظائفه وحدوده، عما يردده من مطالب ويرفضه من آفاق ومشاكل، إن هذا الواقع ليس اقتصاداً وسياسياً وثقافياً وتاريخياً بقدر ما هو ديموغرافي، أو قل إنه اقتصادي سياسي ثقافي تاريخي من خلال الوضع الديموغرافي.
من المعلوم أن عدد السكان قد تضاعف في 30سنة الأخيرة في جميع البلدان الإسلامية. وقد استتبع هذا التضخم مزايا عظيمة ونتائج خطرة لم تقابل بعد بالطرق اللائقة. ومن المزايا أن الأمم المستعمرة تمكنت من الكفاح الفائز ضد المستعمرين. إلا أن الأجيال الشبان ازدادت عدداً بعد الاستقلال دون أن تتطور في نفس الوقت، القطاعات الاقتصادية والسياسية والتربوية والصحية والثقافية لضمن تكافؤ الفرض لجميع المواطنين.