يدخل هذا الكتاب في خط توضيح القواعد الأساسية، الفكرية الفلسفية، التي أرساها أنطون سعاده، بغية التمكّن من تثبيت النهضة في سورية، وعلى الأصعدة كافة، الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والنفسي والتربوي والأخلاقي.
فمبادئ الحزب، أساسية وإصلاحية، تشكّل قواعد انطلاق، أولاً بالنسبة للأفراد كأفراد في تثبيت التغيّر المنشود في النفوس، ثم البناء عليه في «صيرورة» الحياة للمضيّ قدماً نحو التقدم والارتقاء، ثانياً بالنسبة للمجتمع كمجتمع في تثبيت «الدولة القومية» المنشودة التي ترعى شؤون الأفراد وتنقلهم من كونهم فقط أفراداً أو رعايا إلى مواطنين كاملي الحقوق والواجبات – هذه الحقوق والواجبات التي تكون قد بُنيت هذه الدولة على أساسها وأعدّت العدة لتحقيقها!
وقد اعتبر سعاده أن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أنشأه هو بمثابة «الدولة القومية» المنشودة، ولو بشكل مصغر، لأن الفكر والبناء الفلسفي الذي أرساه في نفوس الرفقاء الأوائل الذين عاصروه، كان الخميرة التي سرعان ما تكاثرت وامتدت إلى أطياف الشعب السوري قاطبة جميعهم طبّقوا أو عملوا على تطبيق المفاهيم الجديدة وتعميمها، بعد أن كانت سورية غارقة بالتخلّف الذي استدام في ظلّ النظام العثماني الإقطاعي. فتمّ التغيير للبنية النفسية السائدة، المبنية على التزلّف للأجنبي والسكوت عن الحق القومي. وصدح النداء بأننا قوم يريد.
Share message here, إقرأ المزيد
أنطون سعاده والتيارات الفلسفية المعاصرة له