تحليل القروء عند الأنثى على غرار تحليل الأحلام والاستعارة، الرمزيِّ كما المجازيّ، طريقةٌ متميِّزة مخصوصةٌ في دخول العالم الأنثوي مدركاً في وحدةٍ أو نسَقٍ مع العالم الذكوري. الطمثُ أو الحيض والقروءُ وحدةٌ عامة؛ هنا كلٌّ أجمعيٌّ قطباه الحيضُ والتطهّر، التهيّؤ للحَمْل والحَمْلُ عينه، الخَلْق أو الولادةُ والإنجاب.
ربّما كان هناك علاقة، الجذر المشترك، بين كلمة قرية وكلمة قرى الضيف؛ ومع قرؤ... لكأنّ المعنى العميق المَنسي، أو الغوري اللامفصوح، دلالةٌ على الحياة والولادة، والمحافظة على البقاء والاستمرار؛ وبخاصة على الوفرة والخصوبة، البشر أو الخَلْق، التكاثرِ و الأُموميّ والأنوثي... إذا أثارت هذه الفرضية أو «الأُظنونة» اهتماماً، أو استجلبت انتباهاً، فإنّها تدفع بالظن كلّه إلى أن يتوسع ويتمدّد كيما يطال كلمةَ قراءة؛ وبالتالي تفسيرَ القراءةِ بأنها التولد بعد طمث المرأة، والتهيّؤ للحَمْل والإنجاب، والحياةُ المستمرةُ الخضراء، والحيض المُعِدّ للتناسل، أو خَلْقِ الحياة وإخصابِ المرأة والأشجار كما الحقولِ والزرع والرَّضعْ (قا: العرض والضَّرْع أي المرأة والحليب، الوفرة أو الخصوبة والرزق...).
القراءة، بهذا المعنى، خَلْقٌ مستمر؛ وتولُّد، وتأييسّ أو تكوُّنٌ في الوجود والحياة والطبيعة... لكن ألا يمكن أن ينبع ويندلع، من هنا، وبحسب المدرسة العربية الراهنة في الفكر والأديان المقارنة، تفسيرنا لكلمة قرآن، أو قراءة، بأنها كلمة تعني خَلْق الوجود والكتابة كما السياسة والمعرفة، والعقل كما الحَرفِ أو اللغة؟ لكأنّ تكوين الوجود والحياة والمعرفة هو كل المقصود. في كلمة أدمث، من آية «إقرأ باسم ربك الذي خَلَق» قد ينبع تفسير آخر، يَرفُد ثم يضاف إلى التفاسير التاريخية والمعهودة، مؤدّاه أنّ قرأ قد تعني خَلَقَ، أبدَع، أولَد، كوّن، أنشأ الخَلق أو أعاده، فِعلَ الحمْل ثم منتوجَ الحَبَل... والتفسير الآخر، المفترضُ أيضاً لكن النافع جداً، والمسكوني العابر للثقافات والأديان والأمم، تفسيرٌ مؤداه التَطَهُّر، الطُّهر، ودعوةٌ من ثم إلى تنقية النفس وتزكيتها، وطمأنتِها وإسمائها أو إسْنائها.
القرية هي المنبت، الموئل أو حيث التجاربُ الأوغل في الطفولة والعائلة، الصدماتُ والبُعد الجنسي، اكتسابُ اللغة والرموز وتكوّنُ اللاوعي والمتخيَّل، ونموّ الوعي والادراكِ والعقل.
الضَّيف. لكأنَّه كان رمزاً لملاكٍ أو مؤلهَن، أو شفيعٍ للمظلومين والشُّرفاء؛ القرين.
الوأد: التضحية بطفلٍ دسّاً له في الرّمال قرباناً وفدياً، نذراً وتسييباً، حباً بالإله وإشاعةً للنفس أو تكفيراً.
تركُ إسماعيل في «وادٍ غير ذي زرع» تضحيةٌ به أو وَأدُه.