إن الاقتصاد هو عصب الحياة عند الدول والشعوب، وقد أضحى ضرورة ملزمة تتوقف عليه سياسة الدول، ومقومات العلاقات الفردية والاجتماعية والدولية.
ولأهمية الإقتصاد وخطورته أخضع لأمزجة وأهواء ونظريات أناس شرّقوا وغرّبوا بعيداً عن المنطق السليم والتفكير القويم والرأي السديد.. وظنوا أن الإسلام بعيد عن تناول موضوع خطير كهذا، وأنه قاصر عن حل معضلاته، وكان ذلك منهم إما جهلاً أو تعصباً أو طمعاً..
وكان هذا الكتاب إطلالة على فكر الإسلام وروؤيته وبرنامجه وبعض قوانينه وتشريعاته. ولا يعد أنه سبر أغبار النظام الاقتصادي الاسلامي وإنما سلّط الضوء على جوانب أساسية منه، ووضع حجر أساس في هذا الطريق عبر المقارنة وكشف زين وقبح وسقوط النظريات المعادلة والمدعاة من رأسمالية وإشتراكية بلآقسامهما، وفضح كل المساوئ والمطبات الخطيرة..