يقول دوزي في مقدمة كتابه أن هذا المعجم كان حلم شبابه، وأنه خلاصة عمل أربعين سنة، جمع فيها مواده وكان همّه أن يجمع فيه ما لم يرد في المعاجم العربية القديمة التي وقفت باللغة في حدود معينة من الزمان والمكان، فثبت فيه الألفاظ الطارئة التي دعت ضرورات التطور وفرضَها تقدُّم الحضارة ورقيّ العلم، واستعملها مؤلفو العصور الوسطى ومن جاء بعدهم من مؤرخين وجغرافيين ونباتيين وأطباء وفلكيين وغيرهم مما أهملته المعاجم القديمة.
يتناول كتاب "تكملة المعاجم العربية" لمؤلفه المستشرق الهولندي رينهارت دوزي مشروعًا معجميًا رياديًا استغرق منه عقودًا طويلة، جمع خلاله مفردات وتعابير لم تشملها المعاجم العربية التراثية. يقدم دوزي عملاً لغويًا موسعًا يعتمد على مصادر متنوعة من كتب التاريخ والجغرافيا والأدب والطب والرحلات، إضافةً إلى معاجم أوروبية عربية متعددة. ويكشف الكتاب عن ثراء اللغة وتطورها عبر العصور، مستعرضًا ألفاظًا استُخدمت في الكتابات الوسيطة والعصور المتأخرة، بما في ذلك الكثير من التعابير الدارجة التي تغافلت عنها المعاجم القديمة. ويُعد هذا العمل مرجعًا لغويًا وثقافيًا مهمًا للباحثين، يفتح أفقًا واسعًا لفهم تطور المصطلح العربي وتغير الدلالات تبعًا للتحولات الحضارية والمعرفية.
Share message here, إقرأ المزيد
تكملة المعاجم العربية