ان وجود النصرانية كدين في بلاد مابين النهرين ـ في وقت مبكر من دعوة يسوع ـ يُعتبر ظاهرة حَرِية بالتأمل ومنعطف مهم في تاريخ هذا البلد، فقد حددت هذه الظاهرة مسارات متعددة في تاريخ العراق القديم، عندما كان للكنيسة السريانية دور مهم وجوهري في وصول المسيحية الى أقصى الشرق، وذات هذا الدور المهم لعبته هذه الكنيسة عند دخول المسلمين الى العراق، الا ان اغلب التواريخ الاسلامية العامة، اغفلت بشكل كبير وواضح حركة المجتمع المسيحي العراقي وعلى كافة الصعد الحياتية السياسية والثقافية والفكرية والاقتصادية، وهو قصور كبير ساهم في وجوده الشعور بالتمايز عند مؤرخي المسلمين وبهذا الاتجاه الإقصائي كُتب التاريخ الاسلامي وبمباركة السطة الحاكمة، ان الاتجاه الى اعادة النظر في قراءة المدونات التاريخية واعادة فهم مجموعة الظروف التي ساهمت في صياغاتها، ومن ثم تقصي الحوادث الفرعية في مختلف جوانب الحركة الاجتماعية سيغير الطابع الكلاسيكي لمعرفتنا بتاريخ المسيحية في العراق، واعادة التنقيب في هذا التاريخ سيجعل الصورة لمختلف محطات الحياة الاجتماعية والدينية لسكان بلاد مابين النهرين اكثر اكتمالا وأدق وضوحًا.
Share message here, إقرأ المزيد
الكلدان والآشوريون ونسطوريوس الأنطاكي