أوراق - سيرة إدريس الذهنية
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 3-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$15.00
الكمية
نبذة

هذه الرواية أثارت منذ صدورها إشكالا تجنيسيا، هل هي رواية مكملة للروايات السابقة عليها بحكم وجود "إدريس" شخصية محورية في كلمنها، رغم التباعد الزمني؟ أم هل هي سيرة ذاتية مغلفة بقالب روائي مادامت عناصر كثيرة وردت في النص تشبه أحداثا من مسار كاتبها: حايته في الصديقية ودراسته في باريس وانشغالاته الفكرية وسوى ذلك؟

ثم ماذا يقصد العروي بالعنوان الفرعي "سيرة ذهنية"؟ هل هو جنس أدبي خاص مختلف عن السيرة الذاتية؟ ولماذا لم يضع على غلاف الكتاب "رواية" كما فعل في أعماله الأخرى ما دام ينكر انتماء نصه إلى جنس السيرة الذاتية؟

في مقدمة النص التي كتبها العروي بمناسبة اختيار الرواية مؤلفا مقررا في السنة النهائية لتلاميذ الباكالوريا في المملكة المغربية، واستمرت كذلك فترة 10 سنوات، ينفي الكاتب أن يكون سيرة ذاتية لأن "إدريس" مات أما هو فما زال حيا يرزق. وموضوع الرواية هو البحث في مغزى موته ومراحل نمو وعيه الفكري.

نكتشف أن "إدريس" يمثل رؤية المثقف العربي الذي يؤمن بمواقفه ويتشبت بها، وتتلخص في إيمانه بقضيته الوطنية التي يحاول أن يجعلها سامية تتنزه عن كل مصلحة مادية، هذه المصلحة التي تشكل رؤية أخرى، يجسدها الطلبة الفوضويون الذين سارعوا إلى العودة من فرنسا إلى المغرب بعد إعلان الاستقلال، للتكالب على المناصب واغتنام الامتيازات. أما النسيج الاجتماعي الذي انتظم أحداث النص، فيتكون أغلبه من فئات مثقفة، يقف إدريـس على رأسها رمزا لطبقة واعية تتابع الأحداث الوطنية وتناقشها وتحلل قضاياها وتستشرف آفاقها المستقبلية. وهذا يحيل أيضا على تيار الحركة الوطنية التي مثلت عنصر إصلاح عن طريق الوعي، وتبني مشروع يهدف إلى ترسيخ المقومات الوطنية العربية الإسلامية في فئات المجتمع وتوعيتهم بهويتهم. وفي هذا الإطار يناقش إدريس أباه، و يعارض تصورات "إدريس الشرايبي" في روايته "الماضي البسيط"، كما يشير إلى بعض الشخصيات الوطنية الممثلة للإصلاح على مستوى الزعامة، حيث نجد حديثا عن "علال الفاسي" و كتابه "النقد الذاتي" الذي صدر في أواخر الأربعينيات، ولخص فيه مشروعا إصلاحيا مستقبليا يسير على ضوئه مغرب مرحلة الاستقلال. كذلك نجـد الفئة الممثلة للوجهة المناقضة، وعلى رأسها الاستعمار الفرنسي والممثلون لإديولوجيته القائمة على الانتقاص من المشروع الإصلاحي الوطني، واتهـام أصحـابه بالتحـالف مع الشيـوعيين لزحزحة الرابطة القوية بين الوطنيين ومحمد الخامس، وكذا للتأثير على السياسة الأمريكية في هذه المرحلة.

يمكن أن نضيف في مجال الطابع الحواري لأوراق ما يمكن اعتباره تناصا، حيث نجد فيها تداخلا مع نصوص فلسفية تتمثل في قراءات وتعليقات إدريس لكتب المفكرين والفلاسفة، ونصوص تاريخية تحيل بالخصوص على جوانب من تايخ المغرب، ونصوص أدبية نقدية تناقش قضايا الكتابة بصفة عامة، ونصوص سينمائية تناقش أشرطة وتعلق عليها. بل نجد هذا التناص يتقاطع مع أعمال العروي الروائية الأخرى كـ"اليتيم" و"الغربة" و"الفريق"، وذلك على مستوى الشخصيات والموضوعات والفضاءات، و كأنه بذلك "كان يجد نفسه - تحت تأثير التجريب" مشدودا إلى كتابة (مطولة) تتفق في الشخوص والفضاء والزمن و الموضوعات. يمكن تلخيص الدلالات النفسية عند إدريس بشعوره بالفراغ العاطفي على مستويات متعددة، فهو اليتيم الذي فقد الأم منذ طفولته المبكرة وبالتالي فقد حنان التربية في هذه المرحلة، وعايش أسرة لم يستطع أفرادها ملء الفراغ الذي تركته الأم (راجع وقارن برواية "اليتيم" المرفوعة بالمنتدى).

تفاصيل الإصدار
دار النشر المركز الثقافي العربي
سنة النشر
اللغة عربي
عدد الصفحات 256
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
القياس 13x19 cm
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 3-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$15.00
الكمية

التقييم والمراجعات