كما تغادر الطيور أعشاشها لطلب الرزق، تغادر صاحبة (الطيور المهاجرة) ديارها لطلب العلم فكانت هذه المذكرات عن بنات جنسها رفيقات الدرب والعلم - بنات الشرقية في الرياض - وقد اختارت الحديث عن هذه التجربة من موقع المشارك والمشاهد معاً لتفاصيل وجزئيات وحركات حفظتها الذاكرة وها هي تعود على الورق من جديد.
بين طيات هذا الكتاب تقول الدكتورة أمل حسن آل إبراهيم: "إنهن الطيور المهاجرة بنات الشرقية في رحلتهن لطلب العلم من الرياض.. بنات الشرقية في الرياض عالم غريب يحف بالأسرار والقصص الإنسانية اللا محدودة.. الموضوع كبير نعم وأكبر مما نتصور ومهما حاولتُ أن أعبر عن هذا الموضوع فسيظل تعبيري قاصراً وستظل الصورة ناقصة لن أستطيع أن أعبر عن مدى الألم والحسرة والقهر نعم القهر والحرمان، ولكني سأحاول لكي أسلط الضوء على هذه الفئة المحرومة.. كما قلت عالم بنات الشرقية في الرياض عالم غريب عالم مجهول لا أعتقد أن أحداً حاول أن يخوض وأن يبحر في الكتابة عن هذا العالم...".
وفي الكتابة عن بنات الشرقية في الرياض تستعرض المؤلفة الصعوبات الجديدة التي تواجه الطالبة في تجربتها الأولى بالسكن خارج بيت الأسرة من الناحية النفسية "الغربة" ومن الناحية المعنوية والعملية كذلك؛ مثل البحث عن السكن والحياة في غرفة واحدة مع طالبتين أو أكثر، والعلاقة مع صديقات جدد من مناطق مختلفة في البلاد، وهجر سلوكيات مختلفة مثل الكسل والخمول والتعود على الاهتمام بالنظافة والترتيب والتكيف مع الأوضاع الجديدة بما فيها أساليب الدراسة بالجامعة التي هي مختلفة عن المدرسة بالتأكيد "لا مذاكرة يوم بيوم راحة لا حفظ ولا أسلوب تلقين بل فهم واستيعاب وأسلوب مختلف كل الاختلاف عن أسلوب المدرسة..." وهكذا تتوجه المؤلفة عبر هذه التجربة الغنية بكتابها إلى كل من حزمت أمتعتها وقطعت المسافات الطوال طلباً للعلم أن لا تنسى الهدف الذي جاءت من أجله وأن تصر على النجاح مهما كانت الصعوبات التي ستواجهها وأن "لا تبتعدي عن ذكر الله لكي لا يتسرب الشيطان إلى نفسك الضعيفة لذلك أكثري من الدعاء ولا تهجري كتاب الله" وعلى هذا الإيقاع تتابع المؤلفة سرد مذكراتها ترافقها صور من حياة بنات الشرقية في الرياض، وتَعدنا بكتاب ثانٍ ممتلئ بالأسرار المخبأة بين جدران سكن الطالبات.
Share message here, إقرأ المزيد
الطيور المهاجرة : مذكرات بنات الشرقية في الرياض