يتعلق الأمر بسيرة ذاتية كتبها الفيلسوف الفرنسي بيار أبيلار (1079-1142)، يحكي فيها ما نزل به من مصائب اجتماعية وفكرية. عاش أبيلار، أو أبيلاردوس كما كان يسمِّيه معاصروه من ذوي الثقافة اللاتينية، حياةً فوق العادة، امتزج فيها الحس النقدي المناهض لما كان يروج من أفكار في أوساط رجال الدين، والمدرِّسين والدّارسين، بالمأساة الاجتماعية التي تمثلت في العلاقة الغرامية السرية التي عاشها مع فتاة متعلِّمة من طبقة النبلاء، والتي جلبت له غضب عائلتها التي اعتدت عليه وأخصته وسلبت منه رجولته. كان فيلسوفا كبيرا ومدرِّسا بارعا للمنطق والجدل واللاهوت في مدارس باريس، حيث بلور فلسفةً إدراكية ونقدية في كتبه العديدة، مثل “رسالة في الإدراك”، و“نعم ولا”، و”اعرف نفسك بنفسك”، وتآليف أخرى أثارت غضب الكنيسة التي أدانتها في مجامع دينية وأحرقتها، وحكمت عليه باعتزال التأليف والتدريس، وبالانعزال في ديْر سان دونيس بضواحي باريس