ليس خفياً على أحد الأخطار المحدقة بالإسلام وأهله في كافة العصور، وفي هذا العصر على الأخص, وليس هناك ثمة أمل لبعث الحياة, من جديد في الأمة الإسلامية إلا بإتحاد كلمتها واستئصال جذور الفرقة والاختلاف التي استشرت بين طائفتيها, سنية وشيعية. ولرأب الصدع بين الأخوة سنة وشيعة, اتجهت بعض النفوس الخيّرة إلى فكرة إنشاء دار التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي تبناها الأزهر الشريف عام 1948 والتي كان المحقق العلامة علي بن إسماعيل بن عبد الله أحد أعضائها. وكان من أهم مشاريع هذه الدار مشروع شلتوت-القمّي والذي استهدف جمع الأحاديث النبوية ومراجعة وتمحيص السنة المطهرة, والتي اتفق عليها علماء الفرقتين, كي تكون دستوراً جامعاً ومنهاجاً واضحاً يهتدي به كافة أبناء الملّة الواحدة على اختلاف مذاهبهم وآرائهم. لذا اعتبر العمل على كتاب الإمام أحمد بن عيسى "رأب الصدع" إحياء لمشروع شلتوت – القمّي آنف الذكر وذلك على يد أحد علماء الزيدية وعضو دار التقريب إلى جانب ذلك فكانت هناك أهداف أخرى رمى إليها المحقق من خلال تجربة كتاب أمالي أحمد بن عيسى والذي يعتبر بمثابة بخاريّ أهل البيت النبوي الشريف, وهذه الأهداف تتلخص فيما يلي: أولاً: إزالة أي شك في اختلاف النص والمضمون للأحاديث المروية عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم, بالرغم من اختلاف مصادر الأحاديث بين كلمتي الفرقتين. ثانياً: إيضاح أن الأحاديث المروية من محدثي أهل البيت والتي تمتاز بقلة عدد أهل السند وانتهائها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام, وهو أقرب المقربين إلى رسول الله والناهل من معين النبوة, والعامل بها نصّاً وروحاً, وبذا تصبح الأحاديث المطابقة المروية من الجهتين هي الأكثر صحّة يؤيد ويؤكد بعضها الآخر. ثالثاً: التمحيص والتزييل لمعرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها والتي تضرّ بسمعة الإسلام والمسلمين. رابعاً: التعريف برواة الأحاديث لأهل البيت النبوي الزيديين بإظهار تراجم رجالهم لطلاب العلم والمعرفة من علماء السنة.