الصراع بين النزعة النقدية التسليمية صراع قديم جديد. إنه يتجدد باستمرار ويتخذ أشكالاً وصيغاً ما زلنا نشهد تلونها على مدى العصور. والتراث العربي الإسلامي حافل بصراع الثنائيات، فمن الصراع بين الشك واليقين إلى الصراع بين الأتباع والإبداع إلى الصراع بين أهل النقل وأهل العقل... هذا الكتاب يعلم انحيازه بوضوح وجلاء إلى جانب العقل الفلسفي ضد العقل النصي، على أنه لا ينبغي الوصول إلى شاطئ اليقين. بل هو يتوخى النقد والتفكيك والتحليل.. يسعى إلى الهدم ولكن ليس من أجل الهدم فحسب، بل مدفوع بتوقه إلى التغيير والتقدم رافضلً الخضوع للسلطة الدينية بخطابها المرتكز على النص الديني. وهو في قيامه بعملية النقد هذه يلجأ إلى أكثر من أداة منهجية واحدة، إذ يستخدم المنهج النبوي والمنهج الهرمنيوطيقي في دأبه إلى تعرية الخطاب الذكوري والانتصار للمرأة من خلال نقد العقل النصي الذي أنتج الصورة السلبية عنها، معتبراً أن موضوع المرأة الذي يتصدى له ليس إلا أحد وجوه المعاناة التي يعيشها الأفراد في ظل المجتمع الديني الخاضع لهيمنة هذا العقل.