حين فتح باب المطبخ بهدوء أحسَ بحدوث شيء غريب كانت جالسة خلف الطاولة، ولأنه يعرف أنها تنام يوم الأحد حتى الظهيرة، فكّر في أنها جاءت إلى هنا لتشرب فحسب، وستعود إلى فراشها، لكنه أدرك حين استدارت ونظرت إليه أن مكروهاً قد حدث.
لم تتمكن بلانكا طوال الليل من النوم، كات ما أن تغلق عينيها حتى تعود إليها تلك اللحظة الخارقة، تمنت أن يعود الزمن إلى الوراء!...
لقد شاهدته وهو يطير في الهواء، سحبته مع شارلي إلى الغابة، سمعت تنهيدته المؤلمة، حاولت إقناع نفسها بأنها تصورت ذلك، متأكدةً من أن الرجل كان على قيد الحياة، سمعته طوال الليل يشتكي من ألمه ويطلب المساعدة التي لم يحصل عليها منهماً.
إنها جريمة، وعليها ألا تخبر أحداً بذلك، حتى والدها.
كان بوسعها وصف الطريق إلى براغ ثانية بثانية، انحفرت في ذاكرتها كل شجرة، كل مصباح شارع، مشاة الليل، السيارات العابرة، والنوافذ المضاءة، انتظرت عند كل زاوية سيارة شرطة.
كانوا يبحثون غالباً عن السائقين المخمورين العائدين بسياراتهم من أمسيات يوم السبت العامرة، مثل تلك التي أحيتها هي.