لم يكن ذلك كله يساوي شيئاً بالمقارنة مع المشكلة التي واجهتني مرة أخرى؛ لا أحد يتحدث معي، فكنت منعزلاً عن الجميع، وقد ازدادت هذه العزلة عندما حظر علي استعمال الجوال حتى أنني لم أستطع أن أتصل بأمي لأبثها همومي. بقيت مذهولاً للحظات، وكأن جسمي وعقلي في مكان آخر، وكنت غارقاً في الحزن الشديد. في الخارج كان الجو جميلاً جداً، وكان الأولاد يخرجون إلا أنا. كان لدي انطباع أنني أقضي أجمل لحظات وجودي، أوقات شبابي، تلك المرحلة التي تمضي سريعة بلا رحمة. انقطع نفسي، وجف حلقي، وارتفعت حرارتي، وأخذت الدموع تثقل أجفاني فكنت أحاول أن أمنع ظهورها. لم يكن لشيء أن يسكب عليّ الهدوء، لقد مضى زمن تقديم السكاكر، والابتسامات المجاملة. وحدها كانت عاطفة أمي تستطيع أن تجعلني أتحسن.
Share message here, إقرأ المزيد
بين النمور - أيام صعبة في حياة تلميذ