هدير محرك شاحنة معطلة، وخوار أنفاس خرساء، ووقع قدمين داميتين، وأصوات لا حصر لها، مجهولة الهوية والمصدر، تختلطُ جميعها لتمزق هدأة الغابة الغافية. يسري الخدر في كامل حواسه، وتبدو خطواته غير متناسقة، ويقاوم ثقلاً كبيراً أخذ يلح على كتفيه ورأسه التي تحمل أكثر من فكرة غير مجدية. يستمر عابر الليل في الفرار من ظلالٍ تُصر على ملاحقته وتكاد ترديه.
في الفجوة الفاصلة بين الليل والغابة، ينمو، كما لو بفعل ساحر، كوخٌّ متهالكٌ يقف قبالته متحدياً تحت ضوء قمر غلبه الحياء.
Share message here, إقرأ المزيد
السلالة