يعد كتاب ("المنهج": قراءة استراتيجية في السيرة النبوية) الذي يقدمه الدكتور علي بن عبد الله العتيبي كي يسترشد من خلاله القارئ ويستنير بمنهج النبوة في بناء الفرد (الإنسان)، بتأصيل إيمانه، وتهذيب سلوكه، وتأهيل مهاراته وقدراته، ومنهج النبوة في بناء الجماعة (المجتمع) ماديّاً ومعنويّاً على المسارات الاستراتيجية كافة، ويتعرف القارئ أيضاً على منهج النبوة في بناء الأمة (الحضارة) بتوازي وتوازن البيئات الداخلية والخارجية من خلال رعاية الحقوق والواجبات لكافة مكونات المجتمع أفراداً وجماعات، مسلمين وغير مسلمين.

يقول د. علي بن عبد الله العتيبي: إنّ النموذج المعياري للأمة في ميادين العمل يتمثل في منهج النبوة من خلال العناية بتثوير معانيه ومقاصده من زوايا متعددة وبرؤية استراتيجية دون إقصاء أو انتقاء متأثر بحزبية أو فئوية، بل منهجية علمية وعملية متجردة؛ لترجمة الحياة المحمدية إلى أدوات بناء لتنمية المجتمعات، وهو سبيل متوازٍ ومتكامل مع فاعلية واندماج القرآن في الحياة بتثوير آياته وهداياته مع هذا النموذج الرباني، عن عبد الله بن مسعود  قال: (مَنْ أَرَادَ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فَليْثَوِّرِ الْقُرْآنَ).

قال رسول الله : "ألَا إنِّي أُوتيتُ الكِتابَ ومثلَه معه، ألَا إنِّي أُتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه".

هذا الكتاب أقرب إلى فقه السيرة منه لغيره من العلوم؛ لأنه يرتكز في قراءة ثنايا السيرة النبوية على التأمل في الكيف من خلال المقارنات والمقاربات الاستنباطية والاستدلالية للمشاهد المتعددة من السيرة برؤية فكرية لمقاصد وكليات مواقف السيرة الاستراتيجية، وبهذا المعنى فإن ثنايا الكتاب بمجملها وتفاصيلها استطاعت أن تفتح ولو نافذة صغيرة يطل منها القارئ على هذا الكنز الإلهي العظيم من وحي النبوة ونبع المحمدية السمحة، كي تُسهم في الإرشاد إلى قراءة تجديدية للسيرة النبوية ومدارسة منهجها الراشد.

يتوجه هذا الكتاب إلى العاملين في بيئات العمل الإسلامي من أفراد أو جماعات أو مشيخة، ومؤسسات العمل من الجمعيات أو الأحزاب أو المنظمات الطوعية وغيرها؛ لِما على عاتقهم من مؤسسات تبليغ الدين والدعوة إلى الله تعالى بكافة طرق التربية والمدارسة، وأمانة إبراز النموذج الصحيح المناسب للتديّن أمام الآخرين كقدوات مجتمعية سواءً أفراد أو مؤسسات.

المؤلف: د. علي بن عبد الله العتيبي: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (بكالوريوس هندسة نظم)، جامعة مؤته ماجستير (إدارة عامة)، الجامعة الأردنية دكتوراه في الفلسفة (استراتيجيات التعليم).

شغل منصب مساعد الأمين العام لشؤون التعليم سابقاً (رابطة العالم الإسلامي – الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم – الرئيس التنفيذي (مجموعة أراك للتنمية).

مدرب دولي معتمد في البناء الاستراتيجي. مستشار وخبير في الفكر الاستراتيجي. مؤسس وعضو في العمل الطوعي والتنموي الدولي. المشاركة الدولية في المؤتمرات والبرامج والمشاريع التنموية في أكثر من 60 دولة حول العالم.