يؤكد البحث أن الإنسان القديم في بلاد ما بين النهرين قد أولى اهتمامًا منقطع النظير بتجميل شكله الخارجي، ليكون سمة حضارية لا تختلف عن اهتماماته الأخرى التي أسهمت في بنائه الحضاري. فأقدم الدلائل على اهتمام العراقيين القدامى بتجميل هيأتهم الخارجية كانت تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إذ عُثر على مستلزمات كان الهدف منها اضفاء طابع التجميل على الشكل في تلك العصور السحيقة. وقد استخدم كل ما هو متوفر في بيئته من موارد نباتية وحيوانية لصناعة أنواع مختلفة من مواد ومساحيق التجميل والحُلي والمصوغات والعطور وغيرها، وأصبحت تلك المواد فيما بعد عرفا سار عليه مستوطنو العالم القديم. إن وجود كميات كبيرة من مستلزمات التجميل ضمن المواد الدفنية في مقابر مدن ومستوطنات العراق القديم تعطي تصور عن معتقد القوم حول فكرة العالم الآخر عالم ما بعد الموت)، وتقدم فكرة عن الطقوس الجنائزية التي كانت تمارس آنذاك. كما وقد شكلت النظافة الخطوة الأولى نحو تجميل الشكل أحد الأساليب المتبعة في التجميل فضلا والهيأة، وهي عن كونها دائمًا ما تبعث الارتياح وتعمل على تنشيط الجسم.
Share message here, إقرأ المزيد
التجميل ووسائله في العراق القديم : دراسة في ضوء النصوص المسمارية والمشاهد الفنية