الداخل إلى مجموعة "النورس"، عليه أن يكون أنيقاً، كأناقتها، ومعطراً كعطرها الذي يمسك بحواس القراءة، يقودها عبر حقول مروية، وأشجار يانعة، وتلال وسفو... ح، ووجوه مغرفة في العزلة، بل متيمة بالعزلة.. إنها وجوه الريف التونسي في قمة ازدهاره وشروخه أيضاً، ووجوه المدن في أوروبا وأمريكا، تلك التي لن تلتفت إلا لنداءاتها الخاصة، لبراثن الغربة، ولسعات الجوع.

هي مجموعة كثف الكاتب من تنوعها، وصياغة عالمها الذي قد تجده عالمك أو عالم جارك أو عالم ذلك الولد المتشرد الذي يعيش في قريتك منذ زمن... أو قريبك الذي هاجر حاملاً تفاصيل حميمة، لتذوب ويذوب في البعيد.

كم من السحر يلهث، وكم من الغموض يمسك بمصائر الشخوص، ثم ذلك الحكي الناعم المنساب، الذي لن يغدر بك بلغة غادرة، لن يسجنك في تصاميم مزركشة من المفردات، ولن يجعلك تنتهي من الكتاب نادماً على قراءته.

أمير تاج السر