منذ أكثر من قرنين حاولَتْ بحوث فكرية متفرقة، صادقة أو دعائية، أن تقنعنا بغلطات الأديان السماوية وأخطائها، بيد أن تلك البحوث قد فشلت، وتلك الدعاية قد تآكلت؛ فالإلحاد المعاصر يعرف نهاية مدوّية، لم يُقتل الإلحاد، بل على العكس من ذلك فإنّ العالم المعاصر قد مدّه وما زال يمدّه بكل الفرص ليدافع عن قضيته وليعطيَ الإنسانيةَ معانيَ جديدةً للحياة...
وإذا كان الإلحاد قد مات، فما ذلك إلاّ لأنه لم يُثبت أنّ الإنسان من دون إلهٍ هو أقل بؤساً من الإنسان المؤمن بإله، ومن المرجّح أن يحمل معه في إندحاره العدمية، هذا المنتج الوضيع من الثقافة الأوروبية في القرنين الأخيرين.
ما ندافع عنه هنا هو أنّ الأديان السماوية هي المتضمّنة للحقيقة الصالحة للحياة الإنسانية أكثر من غيرها، وفصول هذا الكتاب وإن كانت لا تشكّل وحدة نسقية، بيد أنها تتمتع بمحور مشترك، فكلّها تمثّل فرضيةً مدارها أن الأديانَ صادقةٌ، مع تضمنها دراسةً مقارنة مع المسيحية.
Share message here, إقرأ المزيد
الموت الرحيم للإلحاد المعاصر