مولود آخر، المجموعة القصصية الكاملة
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 4-8 أيام عمل
المصدر: لبنان
$4.00
الكمية
نبذة

كتبت هذه القصص وأنا بعيد عن العراق، في أعوام 55 و 56 و 1957، حين كان العراق يعربد فيه الجلاء ‏نوري، وبغداد - عاصمتنا وعاصمة أجدادنا - مباحة للمقامرين وذوي النوايا السود، جنرالات حلف بغداد ‏المقبور، والشعب العراقي كان يعض بالنواجذ حقداً على الخونة، والراكبين على رقاب الخونة، وتذمراً أو ‏تأهباً لمعركة الشرف والحياة والحرية.‏ ‎

‎ وإذ ذاك كنا نحن الذين كتب علينا أن نعيش خارج العراق، نترقب أخبار الوطن بلهفة، ونتحدث عنها بشوق ‏في جلساتنا، وخلواتنا مع أنفسنا، ونجعل كل كلمة فيها تنبض بالدم، وأخبار الإستبداد كنا نضطرم لها غيظاً، ‏ونقول إنها تشبث من يصارع الموت، وأخبار المعارك والإنتصارات كنا نرفض لها طرباً، ونغني لشرفها ‏الأغاني والأناشيد، ونعتبرها خيوط الفجر الأولى.‏ ‎

‎ في تلك الفترة كتبت هذه القصص، وبعضها كتبته في ظرف لا إستقرار فيه، فقد فرغت من كتابة إحداها على ‏مسطبة في أحد شوارع دمشق، في يوم من أيام كانون الثاني القارس البرد، وأنا شبه متشرّد!...‏ 

‎ وعملت في قصة "دجاجة وآدميون أربعة" وأنا عائد إلى رومانيا بعد أن توسّط خليل كنه لمنعي من دخول ‏سوريا، ثم أكملت القصة في "قصر الطلائع" في بوخارست.‏ ‎

‎ لقد انتهيت من القصة وأنا في وضع مريح جداً يختلف عن كل ما ألفت من حياة: فقد كانت الغرفة التي أكتب ‏فيها مريحة جداً؛ وثيرة الفراش فسيحة مترعة بالضوء، والمدفئة على مقربة مني، ومشرفة البيت الطيبة ‏القلب، القادمة من جبال القربات تنظر إلي لأقول شيئاً تلبّيه.‏ 

‎ ومن النافذة العريضة حيث كانت الشمس تلقي شعرها الذهبي على بساط الغرفة كنت أستطيع أن أرى طائفة ‏من الأطفال تمرح في الساحة الخضراء، وهناك طائفة أخرى على مبعدة منهم كانت ترقص في حلقة، وتدفئ ‏نفسها بهذه الرياضة الجميلة، وتغني في صوت شحارير لم يكتمل ريشها... كان كل شيء من حولي يفيض ‏بالسعادة والمرح الطفولي والإطمئنان إلى الغد...‏ 

‎ ولكن هذا الجو لم ينسني وطني وأطفال وطني، بل زادني شعوراً بهم، وتفكيراً بحياتهم، والقصة التي كنت ‏أكتبها هي قصة طفلين مشرَّدَين أحدُهما ذو صدر مهشّم، فتمنِّيت أن يكون أطفال وطني سعداء، كهؤلاء ‏الأطفال الرومانيين، لهم قَصرٌ خاص بهم، ومربّيات يشرفن عليهم، وحدائق خضر يمرحون بها، وكرات ‏ملونة يتراشقون بها بدلاً من أن يتراشقوا بالطين، وأغانٍ حلوة يترنَّمون بها بدلاً من أن تفيض ألسنتم بالسباب، ‏وفي تلك اللحظة امتلأت نفسي حرقة، وشرعت تقطع المسافات، وتطوي الأبعاد لتصل إلى أرض وطني ‏الحبيب... حيث الأطفال يُشرِّدون، ويهرمون قبل أن يَبُلغوا الشباب.

تفاصيل الإصدار
دار النشر دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر 2020
الترقيم الدولي 9789933635428
اللغة عربي
عدد الصفحات 143
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
الحجم 14x21
الوزن 200g
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 4-8 أيام عمل
المصدر: لبنان
$4.00
الكمية

التقييم والمراجعات