كنت أستشرف عظمةً بالغةً في سريرته وطالِعه، وعلمتُ في قرارة قلبي أنّه سوف يسير من وحل الدنيا نحو طبقات الطريقة والحقيقة لبرهةٍ .. رحتُ أغبِطه على مقامه الرفيع المنقوش على جبين تقديره، لكن لم يكن في وسعي، كأستاذ؛ إلا أن أتشدّد معه لينشأ صبورًا.
شتّانَ ما بين طريقه، والمنحرفين من المريدين والصوفيّين، بل كان طريقه الشموليّة والفقاهة والتعبّد، كأنّ القضاء جرى على أن تَعجَن طينته، حتى يكون أوّل عارفٍ وفقيه جامعٍ ..إلى ذلك الحين، بدا لي من بين آلاف الناس جديراً بكنسَ صحن مقام أمير المؤمنين * وأروقته، غير أنّه لما يبلغ قمم الإخلاص التي كتِب له أن يفتحها في المستقبل.. كان ثمّة طريق مليء بالمنعطفات ينتظره، وأمامه سبعة أبحر وسبع سماواتٍ من المجاهدة.
Share message here, إقرأ المزيد
مجرة الفناء