هذه الدراسة تشكّل مقدمات لقراءة بعض جوانب التحولات التي يجتازها مجتمعنا وطنياً وقومياً، ولا سيما في زاوية بعض تصورات وخطابات وأسئلة تحديث النظام التربوي.
ذلك أن المسألة التربوية قد أصبحت عندنا مشكلة المشاكل، ومثاراً لجدل فكري وسياسي وإجتماعي متعدد الأبعاد والدلالات والمرجعيات... الأمر الذي يجعل منها أحد المكونات المركزية لـــ: "المسألة الإجتماعية" في شروط المجتمع المغربي المعاصر: مسألة العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وترشيد الحكم، وعقلنة توزيع السلطة والثروة والمعرفة، وتحقيق مهام الإنتقال والتحول إلى مجتمع التقدم والتنمية والحداثة...
ولعل من أهم الخلاصات التي نتوقع أن ينتهي إليها القارئ عبر مواكبته لبعض تطورات خطابات ومشاريع التحديث التربوي في الفكر المغربي الحديث والمعاصر هو أن الثابت فيها هو، بالأساس، مراوحتها المتكررة والمتواترة بين التقليد والحداثة، والأصالة والمعاصرة.
بينما المتغيّر فيها هو حُضُور بعض مستجدات الظرفية المتغيرة من فترة إلى أخرى، وإذ يُفصح هذا الحضور عن تجدد للمشكلات والإعاقات والأزمات، فإنه يؤكد ثابت هذه الخطابات ولا يلغيه: عُسْر ولادة فكر حداثي عقلاني يقدم تركيباً متكاملاً ومنسجماً وتجاوزياً بين ذينك الحدين: التراث والحداثة، ويقطع مع تلك المراوحة اليائسة بينهما.
Share message here, إقرأ المزيد
أسئلة التحديث في الخطاب التربوي بالمغرب : الأصول والامتدادات