يُعد كتاب الرسالة للإمام الشافعي حجر الأساس في علم أصول الفقه، إذ جمع فيه الإمام مباحث هذا العلم وقواعده الكبرى، كالكتاب والسنّة والإجماع والقياس والاجتهاد وخبر الواحد وغيرها، مما جعله مرجعاً لا غنى عنه للفقهاء والباحثين. وقد ألّف الشافعي الرسالة مرتين، القديمة في بغداد والجديدة في مصر، والأخيرة هي التي وصلت إلينا. وتميزت الطبعة المحققة المعتمدة على نسخة الربيع بن سليمان – تلميذ الشافعي – بقيمتها التاريخية الفريدة، إذ تعكس أصالة النص ودقة نقله، لتبقى شاهداً على مكانة الإمام الشافعي العلمية وريادته في تأسيس علم الأصول، وعلى عظمة هذا الكتاب الذي استمدت منه الأجيال اللاحقة لبنات علمها واجتهادها.