إن نظرية النظم في القديم تلح بلغة نظريات تحليل الخطاب المعاصرة على ما يحصل في الجملة أو في النص من ظاهرة الانسجام ذات الأصول النحوية دون شك، أكثر بكثير من إلحاحها على ظاهرة الإفادة فيه التي هي ذات منطلقات وأصول تداولية. إننا بدراسة اللغة القرآنية حجاجياً نكون من ناحية أولى في صميم تداولية الخطاب أي تقسيم مصطفى ناصف السابق لمجالات البلاغة عند العرب في مجال بلاغة التأثير التي وقفوها على دراسة الشعر كما يقول ونكون من ناحية ثانية خارج مجال "بلاغة النظم" التي جعلوها لدرس القرآن كما أشار إلى ذلك ناصف أيضاً. وهكذا تسلمنا دراسة الأسلوب حجاجياً (بالمعنى التداولي الذي أردناه للحجاج) إلى نظرية تحليل الخطاب لكن لا في شقها التقليدي القائم على مبدأ الانسجام ونحوية الخطاب وإنما في شقها الناشئ الجديد الباحث في تداولية الخطاب وهو ما من شأنه أن يجعلنا في تعارض مع نظرية النظم وما يمكن أن يكون قد ترتب عليها على صعيد تحليل الخطاب القرآني من اهتمام بانسجامه وتناسبه حتى بوجوهه ونظائره وإن كان التأليف فيها جاء مبكراً جداً.
Share message here, إقرأ المزيد
ألحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية