هذه مقالات مختارة من ما نشرته لي جريدة القدس العربي الأسبوعية، بدءاً من شهر آب / أغسطس 2015 إلى أواخر عام 2022، وهي في مجملها مقالات تدور حول موضوعات أدبية أو فنية وذكريات عما خبرتُه من ذلك في العراق وفي بعض البلاد العربية والأجنبية، على امتداد بضعة عقود.
وقد يجد القارئ شيئاً من التكرار في بعض هذه المقالات، لأنها قد كُتِبَت في أوقات متباعدة، وكان ظهور حدثٍ أو شخصٍ هو الذي دفع إلى استذكار حدثٍ أو شخصٍ مشابه، من حاضر الأيام أو ماضيها.
ويمكن القول إن هذه المقالات تشكّل نوعاً من سيرة حياة الكاتب، وبعد تجميع هذه المختارات والنظر إليها نظرة شمولية وجدت أن مظهر التكرارِ يقتضي نوعاً من التفسير: فالتكرار في أساسه توكيدٌ على ضرورة إدراك دور الثقافة العربية، والشعر بخاصة، في تكوين التفكير الأدبي المعاصر، وهذا الدور كان مهملاً في غالب الدراسات الغربية، إلاّ في النادر القليل.
وتتوجّه غالب إشاراتي إلى دور العرب في المجال الثقافي العالمي من معلومات جمعتُها من سنة من التفرغ العلمي في جامعة كمبرج، قرأت فيها حوالي 400 كتاب باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية وبعض الأبحاث باللغة الألمانية والإيطالية.
وكانت حصيلة ذلك كلّه شعوراً مُحزِناً بتقصير أصحاب الثقافة العرب في إظهار دور العرب في إغناء الثقافة العالمية، بدءاً من ثمانية قرون أندلسية، كان من نبّهنا إليها الباحثون إسبان مثل "آنخل كَونذالث بالنثيا" و"آسين بلاثيوس" و"رامون متندث ببذال" وبعضهم من رجال الكنيسة، إلى جانب واحد "من أبناء عمومتنا" هو "ليفي بروفنسال" وباحثة كوبية أمريكية... ولكن في بلادنا العربية قد نامت نواطير مصر عن ثعالبها... فهل تفنى العناقيد؟ كمبرج - شتاء 2022.
Share message here, إقرأ المزيد
مقالات الألف كلمة : آداب، فنون، ثقافة