يَكمُنُ جوهرُ الوجود الإنسانيّ في التعرّض المُستمرّ للألم، لا بالضرورة كواقعٍ مُلحّ، بل كاحتماليّة كامنـةٍ تُخيّم على الوجود. ومع أن تجليـاته وشدّته تتفاوت بيـن فردٍ وآخـر، إلّا أنَّ حقيقةَ التعرّضِ له تبقى سِمةً جامعةً تُعـّرِفُ مَاهيتنـا. لا تقتصرُ علاقتُنا بالألم على تجربتنا الفرديّة فقط، فالمُجتمعُ والتاريخُ يُزوِّداننا بمُفرداتٍ ثقافيّة ومقاييسَ اجتماعيّة تُؤطِّرُ فهمَنا له، وتُحدِّدُ دلالاتِه. وأمّـا على الصعيدِ الجسديّ، فيُمثِّلُ الألمُ تجربةً حِسِّيّة مُباشرةً نُدرِكُها من دونَ مُواربة؛ فطبيعةُ أجسادنا وحواسُّنا تجعلُنا عُرضةً له، وكما تُتيحُ لنا إدراكَ نقيضيه: اللذةَ والرّاحة.
Share message here, إقرأ المزيد
فلسفه الألم