الدكتور الوردي، سفر معرفي، إجتماعي، ممتد على مدار سنوات النصف الثاني من القرن العشرين... بل هو موسوعة مفتوحة للقراء، من ذوي الإختصاص والمثقفين والمتعلمين: انشغل بقضايا المجتمع بعامة، والمجتمع العراقي، والعربي على وجه الخصوص وآثار ردود الأفعال والإنفعالات الثقافية في أوساط واسعة ما يصعب الإحاطة به في صفحات هذا الكتاب المعُدّ لأغراض المعرفة (الشمولية) بواحد من مفكرينا المتميزين في هذه الحقبة من تاريخنا الضاج بأسباب، التغيرّ والإنقلاب، عليه سيجدني القارئ الفاضل خارج دائرة العواطف الشخصية عن الدكتور الوردي ليكون للعرض المعرفي طعمه الموضوعي ولا سيما بعد أن خرج هذا المفكر من دائرة الزمن (المحدود) = (الحياة) إلى دائرة (الزمن المطلق 1995) متخذين من (العرض) و(التعليل) و(التحليل) و(النقد الموضوعي) وسائل تتعاضد مع بعضها لتخرج للقارئ الكريم، وثيقة مكثفة عن الأستاذ المتمرس الدكتور علي حسين الوردي رحمه الله، بعد أن وفى لمجتمعه ولطلبته ولقرائه، وغادرنا على إستحياء! تاركاً لمحبيه حق التصرف بالموروث من إنتاجه العلمي والفكري.