يُختزل الدَّين عند بعض المسلمين بالعبادات، التي تحَّولت إلى طقوس لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا تؤثِّر في السلوك الفردي أو الجماعي لديهم، ويأخذ كثير من المسلمين الدين وراثة، مع أن من يقرأ القرآن يجد فيه أوامر تتكرربصيغ مختلفة في كثير من السور، تأمر الناس بالتفكير وإعمال عقولهم والتأمل في مخلوقات الله وفي أنفسهم، ما جعل المفِّكر الإسلامي المعروف عباس محمود العقّاد يضع هذا الكتاب بعنوان "التَّفكير فريضة إسلامية".

واستكمالاً لما بدأه العقاد، ولاعتقادنا بأهمية ما قرَّره من تصنيفٍ للتفكير ضمن فرائض الإسلام، فقد عمد الأكاديمي الناشط في الحقل الإسلامي، الدكتور أسعد السحمراني، إلى إضافة مقدمة للكتاب بمثابة تمهيد له بيَّن فيها موقع العقل في الإسلام وأهمية التفكير وضرورته.

كما تابع نصَّ الكتاب، فعرَّف بالأعلام الواردة فيه، وشرح مصطلحاته، والغريب من مفرداته، استكمالاً للفائدة المرجوة منه.

إنه كتاب قلَّ نظيره في فائدته ومتعة قارئه، ولا يغني التعريف به عن الاطلاع عليه والتفكير بما ورد فيه.