تتناول هذه الدراسة مبادئ الشريعة الإسلامية كما يتصورها فقيهان أندلسيان: ابن حزم الظاهري، والباجي المالكي. والدراسة محصورة في مجال محدود هو مجال المالكية والظاهرية حيث يحلل المؤلف تحليل الأسباب التي تفسر أسباب اقتصار الفقه المالكي على مؤلفات في الأحكام والإجراءات قبل القرن الخامس الهجري. ويبحث الأسباب التي دعت إلى الاحتفاء بمذهب مالك في الأندلس منذ عهد مبكر، في مؤلفات ذات طابع ديني كان من خير مؤلفيها القاضي عياض.
وقد حاول المؤلف خلال هذا العمل أن يستخرج الخطوط العريضة للبحوث التي كتبت في كل مسألة جوهرية. ويبرز المؤلف جانبي جوهريين يتصل الأول بالشكل فهو يرجع إلى الطبيعة الجدلية للدراسات العلمية في القرون الوسطى الإسلامية، وهو يتصل بالمشكلات التي تهم العلماء بقدر ما تهم المسؤولين عن شؤون الناس العامة.