هذا الكتاب في الفلسفة, فلسفة الأهواء, والأهواء كانت في الفلسفة مغضوباً عليها, لا جدوى منها, لأنها بنتُ الطبيعة الخالدة, والإنسانية السمحة, والغريزة التي لا تفني, والشهوة العارمة. أما الفلسفة فعقل محض, أو هكذا خُيل إلى أهلها, تنبذ الجسد واللذة والإغراء, وتعالج ماهية تتجلى نفساً أو خلقاً, وتنزل منزلاً نزله الدين قبلها, فقامت وقام في وجه الإنسان سجناً حابساً, حتى لا يسعى إلى الأهواء, حيث الميول الجارفة, والانحرافات الصارخة, والأمراض القاتلة. ما هو سعى إلى الأهواء, ورصد لها من حياته سهماً, أو وقف عليها حياته قاطبة, تصدى له الدين, وتصدت له الفلسفة, واستحق اللعنة الدائمة, في ظل الخطيئة الأصلية الآثمة.
Share message here, إقرأ المزيد
فلسفة الأهواء بين القرض والتقريظ