هذا كتاب يمثل وجهاً واحداً من العلاقة بين ثلاثة شعراء وصحافي، أو بين أربعة أصدقاء، جمعهم أول ما جمعهم الشعر. ولم يغرقهم غيابه، وعبارة وجه واحد هنا تعني أن الرسائل من ثلاثة أطراف، إلى طرف رابع كان هو المتلقي لهذه الرسائل، بينما لا يملك هذا الطرف المتلقي الذي هو صاحب هذا الكتاب، إلا البعض القليل من رسائله التي عثر عليها صدفة. وبالتالي فإن الصورة التي ترسمها رسائل جبرا إبراهيم جبرا ويوسف الخال وتوفيق صايغ، هذه (إلى رياض نجيب الريس) ما هي إلى لوحة بثلاثة ألوان، يغيب عنها اللون الرابع الذي كان من شأنه أن يجعلها متكاملة.
تلك الرسائل هي رواية تسرد علاقة بين أربعة أصدقاء، مارسوا الشعر كلهم، حتى الصحافي بينهم في فترة نشأته الأولى، وامتدت صداقتهم ثلاثة عقود كاملة منذ أن تعرف الصحافي على كل منهم في ظروفهم المختلفة، ولم تنته هذه الصداقة-العلاقة إلا مع نهاية الحياة الطبيعية لكل فهم.
والغاية من نشر هذه الرسائل، التي ترسم صورة فريدة من نوعها-ليس فقط بين أربعة أدباء، بل للحياة الأدبية والطموحات والصراعات الثقافية في الثلاثين سنة الأخيرة، بأكثر من أن تكون "وثيقة" من وثائق ذلك العصر الأدبي النضر بامتداداته السياسية ولتكون في الوقت نفسه أن تكون نموذجاً لأدب الرسائل بين جيل من الأدباء، لم يعد له مثيل اليوم.
Share message here, إقرأ المزيد
ثلاثة شعراء وصحافي