خلّف السّلف الصالح ثروة علميّة في شتى مجالات المعرفة، ولا سيما في فقه الشريعة الخالدة، فقد كانوا أقرب إلى عصر التنزيل، وأتبع لسنن الرسول وآدابه، وأبصر بمقاصد التشريع وأسراره، وأبعد من غيرهم عن التأثر بالعجمة ولوثة الأفكار والفلسفات الأجنبية.
يعتبر فقههم بإجماع الباحثين ذخيرة فقهية متجددة ينبغي المفاخرة بها، والمحافظة عليها بشتى الوسائل، وتشكل هذه الذخيرة البنية التحتية، والركيزة الأساسية بعد القرآن الكريم والسنة المطهرة لسائر المدارس الفقهية المتّبعة، فهي المعين الذي لا ينضب للأئمة على مرّ العصور.
وتبرز أهمية هذا البحث بكونه يندرج في إطار مجهودات علميّة هدفها إحياء فقه السّلف الصالح، وإبراز خدمات رواده العظام من صحابة وتابعين، لأن دورهم في مسيرة الفقه الإسلامي لا يقل شأناً عن دور الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى.
ومن أبرز هؤلاء ربيعة الرأي، الذي سعى المؤلف الى التعريف به، وجمع شتات فقهه، وبيان خصائصه حتى يمكن الاستفادة منه. .