الكلام عند أبي القاسم البلخي الكعبي

الكلام عند أبي القاسم البلخي الكعبي

توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 3-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$22.00
الكمية
نبذة

كما أن الأفكار تدرس من مصادرها الأصلية فكذلك بالإمكان دراستها من مصادرها الثانوية. وصحيح أن ‏الوعي الذي نحصل عليه من قراءة الفكرة من مصدرها الأصلي ليس مثل الوعي الذي يحصل لنا من قراءة ‏الفكرة من مصدرها الثانوي، وصحيح أيضًا أنه لا يصح منهجيًا الاعتماد على المصادر الثانوية في دراسة ‏أي فكرة في ظل كون مصدرها الأصلي ماثلًا بين أيدينا، إلا أنه في حال فقدان المصادر الأصلية، وهذا ‏واقع عدد من الشخصيات التاريخية والطوائف المنقرضة؛ فإن الباحث يجد نفسه مضطرًا إلى دراسة تلك ‏الفكرة وإعادة بناء ذلك المذهب من المصادر الثانوية.

وهذه الدراسة التي بين أيدينا مثال جيد على هذه ‏المنهجية في البحث.‏ أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي (تـ: 319هـ/931م) مؤسس اتجاه البغداديين من ‏المعتزلة الذي سيظل موجودًا في خراسان إلى منتصف القرن: (5هـ/11م) -بحسب ما لدينا من وثائق- ‏قبل أن يسبق اتجاهات المعتزلة الأخرى إلى الانقراض والتلاشي من التاريخ. وتعد هذه الشخصية من رواد ‏علم الكلام، فهو ليس مجرد متكلم عادي، وإنما مؤسس اتجاه، مثله مثل أبي هاشم الجبائي وأبي الحسين ‏البصري في المعتزلة، وفخر الدين الرازي في الأشعرية، ونصير الدين الطوسي في الإمامية. وأبو القاسم ‏الكعبي وإن كان من خراسان؛ إلا أن تتلمذه على متكلمي المعتزلة في بغداد أسهم في أن يبقى لقب ‏‏«البغداديين» حاضرًا في المدونات الكلامية التالية له؛ حتى بعد انقراض أتباعه في خراسان. وقد وصل ‏إلينا من تراث هذه الشخصية المركزية في تاريخ علم الكلام كتابان؛ أحدهما يختص اختصاصًا مباشرًا ‏بنطاق هذه الدراسة؛ لكن لم يتسن للمؤلفة الوقوف على كامل مخطوطته. وقد حاول القائمون على هذه ‏الترجمة استكمال هذا النقص.‏ إن فائدة تعريب هذا النوع من الدراسات في حقل الإسلاميات تتمثل في عدة زوايا؛

الأولى: متابعة آخر ‏التطورات في دراسات الظواهر التاريخية الإسلامية في الأكاديميا الغربية، ومحاولة ربط الشرق بالغرب، ‏ البلخي ودفع الباحثين العرب -لا سيما الذين لا يحسنون اللغات الأخرى مثل كاتب هذه الأسطر- إلى التفاعل ‏الإيجابي مع هذه الدراسات، والتفاعل الإيجابي يكون بالنقد العلمي أو ببناء الأطروحات استنادًا على الرؤى ‏التي تقدمها هذه الدراسات.

والثانية: إيقاف الباحث العربي المتخصص على آلية دراسة هذه الأفكار لدى ‏باحثي الأكاديميا الغربية؛ فكتب مناهج البحث العلمي لا تفيد كما تفيد ملاحظة آلية تطبيق هذه المناهج ‏عمليًا؛ فاستفادة الباحث من هذا النوع من الدراسات -بحسب تقديري- أكثر من استفادته من الكتب التي ‏تقعد لمناهج البحث؛ لأنه يرصد بنفسه طريقة دراسة الفكرة ومنهجية تحليلها.

والثالثة، وهي تختص بحال ‏هذه الدراسة التي بين أيدينا على وجه التحديد: وهي بما أن المؤلفة درست آراء أبي القاسم الكعبي من ‏المصادر الثانوية، التي لا تخلو من اضطراب وتناقض فيما بينها في حكاية آراء الآخرين؛ فستكون ‏دراستها أنموذجًا يمكن محاكاته في دراسات أخرى تُجرى على شخصيات وطوائف لم يصل إلينا شيء من ‏تراثها الكلامي؛ كالجهم بن صفوان، والكرامية؛ ما يفيد الباحث في كيفية التعامل مع هذا النوع من الظواهر ‏التاريخية الإسلامية، التي حفلت المصادر الثانوية -بمختلف انتماءات أصحابها- بحكاية آرائهم؛ لكن ‏شاءت الأقدار أن تُغيّب عوادي الدهر أصواتها عن تمثيل ذاتها في عصر البحث العلمي.‏

عبد الله الـغِـزِّي

تفاصيل الإصدار
دار النشر دار الروافد الثقافية ناشرون
المترجم محمد مجدي السيد
سنة النشر
الترقيم الدولي ‎9786144661963
اللغة عربي
عدد الصفحات 462
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
القياس 17x24 cm
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 3-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$22.00
الكمية

التقييم والمراجعات