لا بأسَ بالزّواج من دون رغبةٍ، ولا بأسَ بعقدِ قرانٍ يُعقَدُ فيهِ حبلٌ حولَ أعناقِ النساء بدلًا من عقدِ الذّهبِ الفاخر، وخاتمٍ ماسيٍّ يزيّنُ حياتَهنّ إلى الأبد. كثيرًا ما تتمّ زيجاتٌ على نحوٍ ركيكِ الأبعادِ كهذا: الزّواجُ برجلٍ خلوقٍ، ذي رصيدٍ جيّدٍ وسيّارةٍ ومنزلٍ... هذهِ حدود القلب باتت، ونُسِيَ أنّ له أبعادًا شتّى لا حدود لها، ودقّاتٍ لا يجبُ أن تُخفَتَ عند عقد القران، بل عليها أن تتزايد كلّما مرّت الأيّام كيْ يبقى الزّواجُ على قيدِ الحياة، وإلّا سيُدفَنُ مع غنائمه الّتي يُطمع فيها بدايةً، وتصيرُ المرأةُ هرمًا مصريًّا واقفًا بشموخِ ما يحتويه، لكنّهُ في الحقيقةِ قبرٌ تجتاحه جثّةٌ قد قُتِلت منذ سنينٍ.