يعدّ التفسير البنائي للقرآن الكريم من أهم مؤلفات الدكتور محمود البستاني في مجال تفسير القرآن
انتهج جمع من المفسرين في العصر الحديث منهجا جديدا في التفسير الأدبي يستند الى استجلاء الوحدة الموضوعية والوشائج العضوية التي تربط الآيات والسور القرآنية, وقد بدأت بذور هذا الاتجاه تظهر في تفسير الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا ومحمد مصطفى المراغي, بيد أن جهودهم في هذا الصدد لم تتعدّ الإشارات واللمحات العابرة .
ومن الجهود الحديثة المتميزة في هذا اللون من التفسير آثار العلاّمة الدكتور محمود عبد الحسين البستاني الذي ألّف كتابه (التفسير البنائي للقرآن الكريم) وضمّنه أنموذجا تطبيقيا للتفسير البياني والأدبي الذي يصطلح عليه هو: التفسير البنائي أو العضوي وعمارة السورة القرآنية , وأكمله في خمسة مجلدات, مستخلصا الرؤى الأولية للأصول النظرية لهذا التفسير .
وقد أطلق على هذا النمط من الدراسة بـ (التفسير البنائي) بصفة أنه يتناول بناء السورة القرآنية الكريمة من حيث كونها هيكلاً عضوياً يتماثل في وظيفته مع العمارة الخاضعة لهندسة خاصة في تواشج مقاطعه بعضها مع الآخر . ويعدّ كتاب (التفسير البنائي للقرآن الكريم) من أهم مؤلفاته في مجال تفسير القرآن الكريم, وهو قراءة في سور القرآن الكريم من أوّلها إلى آخرها، عُني مؤلفه فيه بالتعرّف على بناء هيكل السورة الواحدة، من خلال ما بين أجزاء السورة من ترابط ظاهر أو خفيّ، وما بين مقاطعها من تواشج وانسجام تشكّل معه السورة وحدة متكاملة من الوجهة الفنيّة والمعنويّة .
Share message here, إقرأ المزيد
التفسير البنائي للقرآن الكريم