ما زلت منذ نيف وعشرين سنة أبين ما للعرب من توسيع نطاق العلوم والتقدم في القرون التي بين عصر يونان إسكندرية مصر، وأعصر الدولة الحديثة الإفرنجية، ورأيت أن أذكر مُجمل أخبار هذه الأمة المُحتَقَرة لدى الفرنج من أمد بعيد، وأن أضاهي ما جمعته بما أذاعه غيري لأكون أول من دون تاريخاً عاماً في أخبار العرب، وهو ميدان واسع المجال، ربما كان فوق طاقة الواحد من الرجال. ويلزم قبل الشروع أن أذكر ما يوجب التفات القارئ إلى علو شأن هذه الأمة العربية الفاتحة للممالك الأجنبية بدون أن يتغلب عليها أجنبي، مع اتصافها منذ أربعة آلاف سنة بما انفردت به من جليل الأخلاق والعوائد.
Share message here, إقرأ المزيد
نحو عالم أفضل