سرير الأسرار
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 2-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$6.00
الكمية
نبذة

"...داركم دار بغايا" هذا ما قالته لي سعيدة ونحن متوجهتان إلى المدرسة. بدهشة نظرت إليها، لم أدرك معنى كلامها. ذكرت أن أمها حدثتها عن أشياء قبيحة تجري في دارنا، وأن أمي مما زاهية ليست بأمي، وهي امرأة غير شريفة، قبل أن تخبرني أن أمها منعتها من اللعب معي.
بكيت كثيراً. هل لأنني لن ألعب معها بعد اليوم؟ أم بسبب ما سمعته عن أمي وعن دارنا؟ لم تتوقف دموعي. في المدرسة نهرتني المعلمة، فازددت بكاء. قربتني إليها واحتضنتني، وددت لو أردد عليها ما حكته سعيدة، وأن تبقيني قريبة منها.
تتناول هذه الرواية حكايات تفصح عن شريحة واسعة من الناس تنتمي إلى ما هو تحت القاع الاجتماعي. إنها حكايات تتعدى السيرة الذاتية لمأساة فتاة، لتحكي تاريخاً اجتماعياً للمدينة والأنوثة.

 

من الرواية:
"أن تنسى مهمة صعبة الإتقان.
صور ضبابية تنتشر مشتّتة في ذاكرتي. يقترب مني ذاك الشتات بحدّة يلفّني.
يتوقّف خفقان ذهني ليعلن عن تشبّثه بشيء يشدّه اليه عنوة وبحدّة، رغم كل محاولات الهروب والابتعاد.
هذا ما أحسّه الآن.
نار تشتعل وتستعرّ، أودّ لو أنزع هذا الطرف المضني من عقلي، وألوّح به بعيدا علّني أنسى.
كل شيء يتراءى لي خيوطا تتماسك، صورا تنزل الى قلبي نافذة بحدّة، تجعلني أفزع منها، ومن نزيفها الجارف في دواخلي.
لم يا ربي لم تسعفني بذاكرة منخورة؟ بذاكرة غربال تسقط ما تشاء وتبقي على ما هوبي ألطف؟
خيانة كبرى أن تعاندك ذاكرتك، تتوسّل اليها أن تريحك، أن ترحمك، أن تدع النسيان يدثّرك، فترفض متعنّتة في كبرياء.
أأنا أعود الى ذاكرتي، أم ذاكرتي تعود إلي؟
هي الآن تشدّني الى طفولتي. صور تتراقص أمام عيني، متماوجة بألوان صارخة تنبعث وتنطفىء في مخيّلتي لتجعلني أحدّق فيها وأتأمّلها بوضوح.
وخز إبري ينداح في قلبي... انجراف الى ماضي طفولة سعيدة ممزوجة بالألم، مشوبة بحزن ثاقب، تنطلق من ساحة السوق السفلي.
محمولة بين يدي أمّ طويلة القامة عريضة الكتفين، تمدّ يدها لتشتري لي علبة بسكويت مغلّفة بورق ذهبي، وأنا أبكي من وجع ألم برأسي، وأمي تنهر أطفالا يمدّون أعينهم بنهم الى علبتي.
من هذه الساحة، حيث اصطفّت عشرات الدكاكين يمنة ويسرة تبدأ الدرج المؤدية الى منزلنا صاعدة، وقد رصّت في انتظام بديع بحجارة ملساء يهبها انهمار المطر اللمعان.
بدكاكين الساحة المتماثلة الحجم تعرض سلع مختلفة، مواد غذائية وتوابل وألبسة تقليدية وجلود وأواني فخّار. حوانيت من نوع سلعها وسحنات أصحابها تجعلك تحسّ وكأنها تسافر بك لتحيلك على فضاء موغل في القدم، لا يخترقه الزمن.
ساحة خطّط لها ان تكون مركزا لوسط المدينة حين تم تأسيسها، ولتصبح قلبها التجاري النابض. من هذه الساحة يتفرّع حيّنا، كما تتفرّع عدة أحياء أخرى: باب العقلة باب الصعيدة باب الرواح باب الرموز باب التوت باب النوادر باب المقابر باب الجياف."

تفاصيل الإصدار
دار النشر دار الآداب للنشر والتوزيع
سنة النشر
الترقيم الدولي 9789953890180
اللغة عربي
عدد الصفحات 222
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
القياس 14x20 cm
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 2-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$6.00
الكمية

التقييم والمراجعات