حينما تقرأ لشاعر عراقي ترنيماته، ترى نفسك قارئاً متلبساً بها، ذلك أن أروع ما يميز هذا الشجن تلك اللغة المتآمرة مع واقع تتشكل فيه روح البيئة بطريقة خلاقة، ما يمنح القصيدة نفساً ملحمياً يتسلل برفق إلى وجدان قارئه، ذلك هو "أحمد جميل السامرائي" الذي يجد عزاءه في محبرته التي دائماً ما يحلو لقلمه أن ينهل عطشه منها، فمرة يكتب بحبر المأساة، ومرة بدمعه، ومرة بدمه، ومرة يكحل عيني محبوبته... وفي "حوار مع عصفور من خشب" سمح الشاعر لخيالاته المتصلة بأجمل لحظات حياته بالتوارد فنسمعه ينشد: "في جولة بين الشجيرات/ بين أسراب العصافير../ سمعت صوتاً يختلف عما تبوح العصافير../ كان لحناً محزناً في نبره/ لا كباقي العصافير../ تناغمت حولي عبارات له/ كأنما نحوي يشير../ فركضت.. وركضت.. وركضت/ علَه طيراً أسير../ وإذا بي عنده في دهشه/ قلت: ما الذي أبكاك حزناً؟/ ما الذي أحرمك الصغير؟ قال: كنت أحلم أن أطير/ لو كنت أحظى بجناحٍ من حرير.. كنت أسعى أن أكون/ شاعراً في عصر قيسٍ أو جرير../ (...) كنت أسعى أن أطير...".يضم الكتاب ما يقارب الخمسون قصيدة جاءت بعناوين متعددة نذكر منها: "زنبقة"، هاك عني"، "ستجري الريح"، "جنازة الصمت"، "أوهام"، "صديقتي"، "خطوات ظل"، "مخالب الحقيقة"، "شوق" ...الخ.
Share message here, إقرأ المزيد
حوار مع عصفور من خشب