تناول هذا الكتاب العديد من قضايا تأويل القرآن وتفسيره التي ناقشتها المدارس التفسيرية الأثرية؛ التفسير بالمأثور والمعقول وغيره، فغربل مدوّنات معارف القرآن والتفسير ومناهجها بالتحليل والنقد، وأثار العديد من الإشكالات فيها، وراجع المفاهيم والأدلة السائدة والمرتكزة عليها، فأعاد النظر فيها بمنهجه ورؤيته المنطلقة من الخطاب القرآني، كما طرق النقد في هذا الكتاب القراءات الاستشراقية للقرآن والتفاسير الحديثة، فيحاول الكاتب لفت انتباه القراء إلى الرجوع إلى القرآن بدلًا من الرجوع إلى الآراء البشرية سواء كانت تحت مظلة الرواية الحديثية أم تحت مظلة تفسير القرآن وتأويلية.
يخاطب الكتاب المختصين في المعارف القرآنية وغير المختصين بأسلوب واضح وسهل، فهو متحرر من القيود الأثرية السائدة ومناهجها، بيد أنه يقتنص الفائدة المعرفية سواء قالها المتقدمون أم المعاصرون بما أنها تنسجم مع منهجه، وقد تتفق مع طرحه وآرائه وقد تختلف، فهذا من حق كل قارئ فالاختلاف سنة الحياة وبستان العقول، يعتبر الكتاب إضافة معرفية ونوعية للمكتبة العربية.