في ظل تنوّع الكتب المنهجية التي تسعى إلى تقريب العربية من أذهان المتعلمين، يأتي (الكامل) في مستوييه وفق منهجية جديدة، مستهدفاً الطلبة الذين ألفوا اللغة العربية في مراحل التعلّم الأولية؛ لذا هو يخدم (المتطلبات) الجامعية في المؤسسات العلمية والمعرفية التي وضعت العربية في لائحتها، ويتوخى المضي بدارس العربية إلى ما بعد الإبتداء؛ أي المرحلة المتقدمة التي يستكمل فيها كل ما يمكن أن يكون قد ألمّ به من اللغة العربية وآدابها، وفق أساس علمي محكم يضمن امتلاك المهارات اللغوية، ويتيح الإحاطة العامة بالمعارف الضرورية الأخرى التي تخص الثقافة العربية.
إن (الكامل) – وهو يروم تمكين الطالب من التحدث والقراءة والكتابة والمحاورة والإستيعاب والمناقشة – يتأسس منهجياً على أمرين غير منفصلين، هما: التكامل في تقديم مهارات اللغة (الإستماع والتحدث والقراءة والكتابة) ثم اعتماد مكونات نظام الوحدة التعلمية Educational Module في تصميمه، وهو ما تمثّل في إعداد مجموعة من الوحدات التعليمية التي تدمج المعرفة بالنشاط، والمهارة بالقيمة والوجدان، واللسانية بالعلمية، واللغة بالآداب، بحيث يمكن تحويل الوحدة التعلمية إلى وحدة تعلّم إلكتروني فعّال، وفق ما تتيحه بيئة التعلّم التي تتبنى هذا الكتاب في التدريس.
يعزّز منهج (الكامل) نظام التعلّم الذاتي، ويتيح – في الآن ذاته – مناخاً إجتماعياً تعلّمياً ينأى عن الروتين، ويدعم المشاركة الإيجابية التعاونية. وينمّي مهارات التفكير الناقد لدى طالب ينبغي له، في عصرنا الحالي، أن يرى معلمه موجهاً ومرشداً لا ملقناً ومحاضراً؛ ولهذا فإن الكتاب، بمستوييه، ما هو إلا حصاد دربةٍ وتدريبٍ في تعلّم العربية وفنونها وآدابها وقيمها، من خلال نصوصٍ متنوعة اختيرت لغاياتٍ قيمية تمتاح من التراث الأدبي والفلسفي والمعرفي، ثم من القضايا الحياتية والإهتمامات اليومية المألوفة للطالب في محيطه.
Share message here, إقرأ المزيد
الكامل في تعليم اللغة العربية وآدابها للمرحلة المتقدمة - المستوى الأول والثاني