شاء الرئيس الدكتور سليم الحص أن يكون هذا الكتاب، من جهة، نقداً ذاتياً؛ ومن جهة ثانية، ردّاً واضحاً وصريحاً على الحملات الدعائية المضلّلة والجائرة التي تعرّض لها طوال عهد الحكومة التي ترأسها، في بداية عهد الرئيس إميل لحود. يقدّم الرئيس الحص، في كتابه، خدمة "للحقيقة والتاريخ"، ليذود عن سجلّه الوطني الطويل، في وجه المحاولات الحثيثة لتشويهه، وربما إلغائه.
سنوات طويلة سلختها من عمري في خدمة الشعب والوطن.
أرادوا، في اغتيالي سياسياً، مَحو سيرتي من ذاكرة هذا الوطن.
إنّ سيرتي الوطنية أعزّ ما أملك، وأغلى ما أتركَ لأحفادي.
إنّني مُدركٌ أنّ ما من سيرة سياسية إلّا ولها نهاية.
ولكن من حقّي ألّا أدع ذكري يسقط ضحيّة مال أو عصبيّة أو دعاية.
حتى ولو كانت السياسة في لبنان لعبة بلا قواعد.
حتى ولو كانت السياسة في لبنان غاباً بلا شريعة.
كثيراً ما يكون الخبر في لبنان وجهة نظر.
كثيراً ما تكون الحقيقة كما تبدو لرائيها.
كثيراً ما يكون الإعلام عين المجتمع على الحقيقة.
هكذا تُضخّم إيجابيّات وتُطمس سلبيّات، أو تُطمّس إيجابيّات وتُضخّم سلبيّات.
هكذا يُصنّع النجاح في السياسة، وهكذا يُصنّع الفشل.
هكذا تُبنى أمجاد في الحياة العامّة، وهكذا تُقوَّض هياكل.
قد أكون أَصبت في كثيرٍ ممّا أقدمت عليه، وأخطأت في بعضه.
قد أكون وفَقت في كثيرٍ ممّا أقبّلت عليه، وأخفقت في بعضه.
إلاّ أنّني لستُ نادِماً على عملٍ قمت به.
فحيثُ وفَقت وحيث أَخفّقت كان ذلك من جنى يدي، والله وليّ التوفيق.
وأنا لم أطلب يوماً أمراً لنفسي، ولا اقترفت يدي ما يثقل ضميري.
حسبي القول، أمام ما واجهت من عقبات وعوائق وصعوبات: اللهم أشهد أنّي حاولت.