هذا الكتاب هو أكثر من حكاية لامرأة تحاول على مدى سنوات أن تعلو فوق زمن المتاهة الذي نعيش فيه.
هو سيرة ولكنّه "يتجنّح بالمتخيّل متجاوزًا الفرديَّ إلى الإنسانيّ"، ومرسِّخًا محوَ الحدود بين أجناس الكتابة.
"أقف أمام المرآة كأنّي أبحثُ عن هذه التي كنتُها، كأنّي وأنا أقتربُ مِنَ الموت أودُّ أن أشعلَ الحياةَ في موتي.
أتأمّلُ في وجهي... صحيح لم أعد أنا أنتِ، أنتِ الطفلةُ التي كنتُها والتي تركتُكِ لزمنها، في ذاك الزمن سجنتكِ علّي أتحرّرُ منكِ وأصيرُ أخرى أصوغُها فيما أنا أسْعى لا غيّرَ العالمَ حولي. العالم وقد هجرت عالمكِ وتركتكِ فيه مجرَّدَ ذكرى أُطفئ كلَّ يوم وهجِ كي تغيبي خلف الستائر التي غلّفتُكِ بها تاركةً إيَاكِ لظلمة النسيان.
ولكن... ها أنا أفتقدُك، أشعرُ بالصقيع يملأُ مكانَكِ... لقد رحَلتُك عنّي، أوْدعتُ حياتكِ في كتاب دون أنْ أدركَ بأنَّكِ ستنطلقين هكذا بعيداً عنّي، وبأنَّ الفراغَ سيحلُّ هكذا في صدري.
Share message here, إقرأ المزيد
زمن المتاهة - سيرة روائية II