أربعون عاماً مرت على شهادة المفكر والفيلسوف والمرجع السيد محمد باقر الصدر حدثت خلالها تطورات في الفكر الإسلامي وتغييرات جوهرية في السياسة الدولية والإقليمية.
وبرزت قوى جديدة ناهضة، وأسدل الستار على دول نشأت بعد الحرب العالمية الثانية لكنها اضمحلت مع سقوط جدار برلين عام 1989.
وخلال أربعة عقود، أقيمت مؤتمرات وندوات، وصدرت دراسات ومؤلفات وأطروحات أكاديمية خصصت لمناقشة فكر الصدر وما تركه من نتاجات شملت التاريخ والسيرة والفقه والإقتصاد والفلسفة، ولا ينكر ما بذلت من جهود من باحثين ومختصين في حقول علمية معينة لنقد الفكر الصدري، لكن ساد الساحة الفكرية والثقافية جو التقديس والتمجيد ليهيمن على أغلب الكتابات.
كما غلب جو الشهادة والجانب السياسي ومواجهة النظام البعثي كثير من كتابات أنصاره وطلابه ومحبيه، ولا ينعي ذلك التقليل من قيمتها لكن النقد ومناقشة أفكاره وتراثة بشكل علمي وموضوعي هو من يجعل الفكر الصدري حاضراً في المؤتمرات والندوات والأطروحات الجامعية، ولا يخبو بمرور الزمن، أو يعتليه النسيان.
هذا الكتاب يمثل مجموعة من الدراسات التي نشرت في فترات زمنية مختلفة في المجلات والدوريات الفكرية، وقد طلب مني أن تكون لي مساهمة في كتاب عن السيد محمد باقر الصدر، فلبيت بحماية وسرور، فللسيد الشهيد فضل من خلال ما تعلمته من أفكاره ونتاجاته في كل المجالات، كما أحمل له ذكريات شخصية في منتصف السبعينيات من القرن العشرين.
Share message here, إقرأ المزيد
السيد محمد باقر الصدر : دراسات في تراثه الفكري