في كتابه "الأختام الأصولية والشعائر التقدمية"، يستعرض الباحث أزمة المشروع الثقافي العربي في ظل التحولات العالمية المتسارعة التي تعصف بمنظومات الاتصال وأنماط الحياة والمعرفة. لا ينظر الكاتب إلى الأزمة بوصفها خللاً في الواقع بقدر ما يراها نتاجاً لاختلال في بنية الفكر ذاته، حيث تتحول الأفكار إلى سجون والهويات إلى قيود، وتصبح علاقتنا بالمعنى والسلطة والقيمة رهينة لأنساق فكرية جامدة. من هنا ينطلق لتحليل هذا المأزق الوجودي، متسائلاً عن أسباب انهيار القيم رغم النضال المستمر للحفاظ عليها، وعن صدمة العقول أمام ما لم تكن تتوقعه أو تحسب له حساباً. يقدم الكتاب نقداً عميقاً لبنية التفكير السائدة، كاشفاً عن "أختام الفكر" التي تعيق التجديد، وداعياً إلى تحرير العقل من أصنامه ومصادراته الفكرية. إن "سياسة الفكر" كما يسميها الباحث، هي محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين المعرفة والسلطة، وبين المعنى والقوة، سعياً نحو فكر أكثر انفتاحاً وقدرة على مواجهة تحديات العصر.
Share message here, إقرأ المزيد
الأختام الأصولية والشعائر التقدمية : مصائر المشروع الثقافي العربي