بدأ شغف الكتابة بالتسلّل الرهيف إِلى نفسي في عمرٍ كنت أزعم فيه أنّي أمتلك الإِجابات عن معظم الأسئلة، إِن لم يكن كلّها!...
وعايشت نشوة أن أرى اسمي يذيّل أولى محاولاتي في صحيفة "الرأي" ذاتَ زمن، حين كنت طالبةً في معهد "الموسيقى والفنون الجميلة" التابع لوزارة الثقافة، أيّام الإنشغال الجميل بدراسة أسرار الظل والضوءِ، وسحر اللون وإِيقاع درجاته، وقواعد التوازن، ونقاط التوهّج في اللوحات الشهيرة الّتي تخطف نظر المتلقّي، ثمّ لتحتل جزءاً من قبله وذاكرته.
تلك كانت العناصر الّتي شكِّلت بدايات الرحلة نحو الكتابة، فشرعت، دون وعي، بإعتماد "المقالة اللوحة" لتتولّد بتلقائيّة مقالة المشهد، أو المقالة القصصيّة، هذا الجنس الأدبيّ الّذي أتاح لي مقاربة العناصر الفنيّة التشكيليّة بطريقةٍ ما، إِضافةً إِلى أنّها أتاحت لي مساحةً من الحريّة لإِشراك القارئ في التفكير، إِذ كنت قد وصلت إِلى العمر الّذي زادت فيه الأسئلة الّتي تبحث عن إجابات، خاصّةً فيما يتعلّق بالعلاقات الإنسانيّة الشائكة المربكة المؤرّقة غالباً بين الرجل والمرأة.
وبعد، قالوا ذات مرّةٍ إنّ البقاء للأقوى، لكن بالكلمة الطيّبة وبالمعرفة وعبر إستحضار براءتنا الأولى، سنبقى نردّد أنّ البقاء للأجمل والأنبل والأرقى.
لهذا كان هذا الحبر الّذي حاولت التصدّي لعتمته ووطأته ببعض العطر... واعدةً القرّاء الأحبّاء بإِصدارٍ قادمٍ لمجموعةٍ أخرى من المقالات، راجيةً أن أبقى عند حسن الظنّ بي دائماً.
