يعد عَزْرَا مِنَ الشَّخصيَّاتِ المِحوريَّةِ في تاريخِ اليَهوديَّةِ عموماً، وتاريخُ التَّوراةِ على وَجهِ التَّحديد. إذ كانَ لهُ دَورٌ بارزٌ في الحياةِ الدّينيَّةِ والاجتماعيَّة لليهودِ في مَرحَلةٍ دَقيقةٍ وحاسِمةٍ مِنْ تاريخِهم الَّذي شهدَ سقوطَ مملكةِ يهوّذا، وحَرْقَ الهَيكَلَ، وتَدميرَ أُورُشَليمَ (القدس)، ونهايةَ حكمِ آل داوود. لَقَدْ وجدَ هَذَا الشَّعبُ نفسَه، حسب أندريه لومير، مُنقسِماً بعدَ هَذَا التّاريخِ إلى قِسمَين؛ قِسمٍ بقيَ في بلادِه، وآخرَ سُبِيَ إلى أرضٍ غَريبةٍ. فهؤلاءُ وأولئكَ لم يعُد لَديهم دَولةٌ، وكانوا مُعرَّضِين لخَطرِ الزَّوال كأُمَّةٍ مُتميِّزة.وكان الكتاب يسعى للإجابة عن سُّؤالُ، هلْ مَهمَّةُ عَزْرَا كانَتْ تَنحَصِرُ، فقط، في تَحديدِ الأسفارِ المُشكِّلةِ لقانونِ التَّوراةِ، وتصحيحِ بعضِ الهفواتِ، أو أنَّه كانَ يَقومَ عَنْ طريقِ الوحيِ بإِعادَةِ إِنشاءِ التَّوراة ِالَّتي تَمَّ إِتلافُها في الحريقِ الَّذي شبَّ في الهَيكَلِ.