دأب المستعمر على صدم مكونات الوطن بعضها ببعض، فيقتتل أبناء الوطن ويسود الاحتلال البغيض، في هذه الرواية المبنية على أحداث حقيقية موثّقة، قدّم الكاتب قصة امتزج فيها التاريخ بالواقع، فكأننا نعيش الأحداث ونراها بأعيننا، فها هي جحافل الجيش العثماني تتجمع في السهل لتنقض على الجبل، وها هو قائد الحملة العثمانية يختار إحدى أجمل الفتيات في السهل لتكون (العطفة) لحملته...
والعطفة هي تميمة الحظ للجيش المتقدم، وهي بجمالها من تشعل حماسة الجنود فيندفعون غير خائفين من الموت، وكأن كل واحد منهم يرى فيها حبيبته، فيدافع عنها حتى الرمق الأخير...
غير أن أخبار الحملة تصل إلى سكان الجبل الأشداء، فتتالى نجدات القرى تتقدمها بيارقها الحمراء، ويجهزون كمائنهم...
وها هي المعركة المروعة قد بدأت، فالحملة قد توغلت كثيرًا وانكشفت جوانبها، وها هم الجبليون يهجمون بخيولهم الضامرة، ويخرجون من خلف متاريسهم، وتصبح المعركة بالسلاح الأبيض، ينكسر العسكر من هول الهجوم، فيفرون هائمين على وجوههم تاركين سلاحهم وقتلاهم...
وتبقى العطفة وحيدة في ساحة يسود فيها حشرجة القتلى وأنين الجرحى، متروكة لمصيرها...